إن شريعة الإسلام وحي من عند الله تبارك وتعالى ، تحمل في أصولها ما يعالج قضايا الاعتقاد ، ويرسي قواعد العدل والمصلحة والرحمة في الأحكام ، والاستقامة في السلوك . وإن من جملة ما أصاب أمة الإسلام من ضعف في هذا الزمان أن توقفت المسايرة عما يتطلبه أبناء المسلمين في هذا العصر من أحكام لأمور وطوارئ حادثة ، فلم يعد يكتب لهم ما يحتاجون من بيان في مسائل وقتهم ، وما جد من مشكلات في العبادات والمعاملات ، والجنايات وسائر أبواب الفقه ، والجديد في قضايا الطب والاقتصاد والمال وغيرها مما تطور من علوم العصر ، مما يتطلب أحكامًا شرعية موافقة لمقاصد الشارع . وعليه فقد عمد المؤلف إلى المسائل الجديدة ، فوضع لها تعريفًا ، ثم بين حكمها مباشرة باختصار ، مع ما يستدعي ذلك من ذكر شروط ، أو ضوابط ، أو قيود تقتضيها طبيعة هذه المسائل ، وكل ذلك بأسلوب رزين رصين لا لبس فيه ولا تعقيد . العبيكان للنشر