لقد بذل المؤلِّف الإستراتيجي الأستاذ الدكتور عصام ابن يحيى الفيلالي جهده في بيان سمات القائد الناجح في المئة اليوم الأولى من تولِّيه المسؤولية، تلك الأيام التي تُبرز بوضوح مسار العمل وسياساته في المنشأة، وتُبرز بوضوح كذلك إمكانات القائد في تسيير العمل في عيون العاملين في المنشأة وفي عيون رؤسائه، لا سيَّما أنَّ المتعارفَ عليه بين الناس أنَّ أيَّ مسؤول جديد يحاول أنْ يبرز ببصمة تكاد تكون مختلفةً عمَّن سبقه، ولذلك يقول المثل الشعبي: «بشِّر النخلَ بفلَّاح جديد». والأصل في الفلَّاح أنه قيادي أو إداري أو كلاهما، بخلاف ما هو منتشرٌ في بعض الأوساط الثقافية الشعبية أنَّ الفلَّاح يمثِّل البساطة والعفوية وربَّما السذاجة، والفلاَّح ليس كذلك.
تجتمع هذه الثنائيات المتزامنة في القائد الموهوب بالفطرة والاكتساب، وتعين -بعون الله- على توفير عوامل النجاح في المنشأة التي ما قامت إلا لتنجح في أدائها، أيًّا كان نوع أدائها، ولا ينجح الأداء ما لم يكن المؤدُّون قد أخذوا هذه السمات المبدئية في حسبانهم، ثمَّ تأتي بعد ذلك السمات التي توسَّع فيها الكتاب، مما يُعدُّ من الأداء الآني لتسيير العمل.
من تقديم
أ. د. علي بن إبراهيم النملة
العبيكان ٢٠١٧